ماذا لو صفدت شياطين الإنس في رمضان؟

 


 

ماذا لو صفدت شياطين الإنس في رمضان؟



هب أن الأمر كان كذلك !!


ماذا لو أن الله تبارك وتعالى أذن بتصفيد مردة شياطين الإنس كماهو الحال في مردة شياطين الجن في هذا الشهر المعظم ؟

تعال لنتخيل ماالذي سيجري في العالم من حولنا !!


بادئ ذي بدء سيصحو الناس صبيحة هذا الشهر المبارك ولا يكادون يجدون صحيفة يومية.. لا بل سيحنون كثيرا لإطلالات رؤساء تحرير يطلون عبر صحفهم وعبر الفضائيات كل صباح يتحدثون عن الحرية وهم أعدى أعدائها ويتحدثون عن الفضيلة وهم ينحرونها نحرا ويتهتهون بالوطنية وهم يقتاتون بها .. نعم .. سيهتز الإعلام المقروء بحملة التصفيد الضخمة هذه ..وليس هذا فحسب .. بل إن الإعلام المرئي ستصفر في ردهاته الرياح وتقف كثير من القنوات العربية الضخمة عن العمل تماما تماما .. وحين يتساءل الناس عن رئيس هذه القناة أوتلك فإن الإجابة ستختلف تبعا لاختلاف توجه هذا الرئيس المصفد؛ فقد يكون صهيوني الهوى فيكون مع أخدانه توماس فريدمان وأضرابه وقد يكون شهواني النزعة فيكون مع نجوم هوليود في سلسلة واحدة وقد يكون لاديني التوجه فيكون بين مردة الشياطين لامردة الإنس في سجن واحد..


وهذا الضجيج .. نعم هذا الضجيج الضخم الذي صدع رؤوسنا من المسلسلات الفاجرة والأغاني المسترذلة وال(فوازير )التافهة سينقشع ويعم الهدوء والسكون ويتذوق الناس الطعم الحقيقي لرمضان بعيدا عن لصوصه السفهاء الذين يبحثون عن إضحاك الآخرين ببيع آخرتهم ..


وستغيب مع حملات التصفيد الصارمة وجوه (ثقافية ) كثيرة .. وجوه شرقت بالثقافة الأصيلة واستعمرت كثيرا من الأندية الأدبية وأصبحت لا ترى الثقافة إلا (فيلما) سينمائيا أو فرقة (طبول) وغناء أو فكرا وافدا مستجلبا .. بل سيفتقد الناس نابتة السوأة ؛ ممن يسمون أنفسهم بالإصلاحيين وهم أبعد مايكونون عن الإصلاح .. بل اختزلوا الإصلاح في التعدي على محكمات الشريعة والسخرية من علماء الأمة والنواح على التطور الذي وأده (الإسلاميون) ..زعموا !!


لكن أشهر من سيفتقده الناس هم : ظرفاء الفتوى الذي يبحثون عن الأقوال الشاذة ؛ فيحتسبون لنشرها لتلغ الأمة بعدها في سماع الغناء والاختلاط والسفور وعدم تكفير أهل الكتاب وهلم شرا ..

لكن ..

هل ستقف (طوابير)المصفدين هاهنا؟

كلا .. بكل تأكيد ..

ستنفرج المشكلات المحتقنة في العالم العربي؛ ففي ليبيا –مثلا- سيصحو الناس غدوة الشهر المبارك مفتقدين إطلالة ملك ملوك إفريقية زعيم الجماهيرية العظمى وحين يبحثون عنه يجدونه مكبلا بأصفاد الحديد مع أ خدانه اليهود وأصفيائه الممرورين.. والحبل على الجرار..

وفي المقابل .. ستستروح كثير من بقاع العالم الإسلامي عبق الحرية بعد غياب الغزاة المجرمين وستبدأ الجموع المسلمة بناء أوطانها وعمارة حياتها بعيدا عن عدوان المعتدين وظلم الظالمين وسيتردد نداء التوحيد من مآذن مباركة في بقاع كثيرة جثم عليها الاحتلال وحرمها حقها في الحياة ..


وستتوقف كثير من الأنشطة الاقتصادية والرياضية والترفيهية والسياسية في العالم لتصفيد دهاقنتها .. وسيلتقط الجيل المسلم أنفاسه ويعيد ترتيب حياته ويدرك هول الضياع الذي كان يعيشه وسط الإرهاب الذي يتسلط عليه به الإعلام العالمي والحراك الاجتماعي المعلب ليجعله عبدا لأهوائه ونزواته وللمنظومة القيمية التي يقدمها العالم اليوم مناقضة لنور الوحي ..

سيتمكن ذلك الذي وعد نفسه بالتوبة قبل سنين وكبلته العوائق الغليظة لشياطين الإنس أن يتوب الآن ويتقلب في نعيم العبودية ويتلذذ بحلاوة المناجاة ..

وسيذوق طعم قيام الليل من حرمه أعواما وأعواما..

وسيعيش نعمة الرضا بالكف عن محارم الله جل جلاله من لم يذقها من قبل ..

سيتغير وجه الحياة ..

نعم .. كل هذا لو أن التصفيد في هذا الشهر العظيم يشمل شياطين الجن والإنس..

ولكن ..


كلنا يعلم أن مردة شياطين الجن هي من سيصفد .. وأما شياطين الإنس فموكل أمر تصفيدهم إلى أقلامنا وألسنتنا وكل مانستطيع أن نرد عليهم به ..


والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ..

المصدر: منتدى المعالي - من قسم: الـعـاصـمـة

د حبيب المطيري 



تعليقات